لطالما كنت أسمع بيت شعر يردده الناس بثقة يحسدون عليها: « نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى.. ما الحب إلا للحبيب الأول».
يرددونه بثقة أكاد أجزم أنها جعلتني أردده في كل مرة أسمع حكاية حب!!
ثم.. « آه من ثم، عندما تبدأ معها البحث في المشاعر والتفاصيل وقنوات
الحياة».. ثم، تأملت الكلمات، !!قلّبتها
يميناً ويساراً.. قلت، ولكن هذا كلام رجل، فهل ما يقوله رجل عن نفسه بمثل
هذا الوضوح، ينطبق على المرأة أيضاً، أي هل تعيش المرأة وطأة الحب
الأول، مهما جاء بعده من رجال ومن خفقات قلب عاتية؟ «سؤال برسم النساء
العاشقات أكثر من مرة»..
لكن، وهذه أيضاً تستدعي شيطان التفاصيل: هل حقاً أصبح ما يؤكد عليه بيت الشعر مقولة ثابتة؛ هل الحب الأول هو الحب الأخير، وهل ما يعيشه الإنسان من مشاعر لاحقة هي مجرد تحصيل حاصل لمشاعر أولى ثابتة؟.. أي هل هي افتراض حب، وهل هي مجرد تنويع على حب، وهل هي أقل قيمة ومقدرة على إحداث تسونامي عاطفي مما أحدثه أول حب.. لا أعتقد، ولا أصدق، ولا أؤمن.. وإلا ما معنى أن يكون الحب الصادق صادقاً، وما معنى أنه يلغي كل حب قبله وأعني كل ما كان ومن كان قبله.. الحب الأول هو حب أول، والحب الثاني هو حب أول، وكذلك الثالث.. وإذا لم يكن الحب يأتي بالقوة، وبالزخم، والدهشة، والفرادة.. فإنه ليس حباً، إنه سيكون مجرد انتظار لحب، أو ربما هو عدم خروج من الحب والحبيب الأول .. كما قال الشاعر منذ قديم الزمان ما الحب إلا للحبيب الأول
0 التعليقات: